s

26‏/03‏/2008

رسالة مطولة لا نفع منها


إلى كل من مر من هنا أشكركم على مروركم بهذه الأنقاض التي نحب الغراب بأرجائها ، ذاك الغراب الذي لم يملك يوما سوى أن يكون غرابا.
أليس من حق اليمامات النحيب على عروشهن ؟تلك العروش التي طوقتها الغربان كثيرا، بل أليس من حق ذاك الغراب أن يجول في أرض الله الواسعة ؟ لعله يرتشف ألوانا من المحبة تسقي لونه الاسود ؟ ومن يدري قد يرحمه الله برحمته فيجد يوما بين جنباته قلبا أبيضا يفتح أمامه الطرق إلى إنسانية حقيقية ؟؟؟
لكنني أستسمحكم، فأنتم أيضا قد تستفيقوا يوما وتجدوا أنفسكم وقد جانبكم الصواب في تمجيد قلوب سميتموها خضراء أو بيضاء وكل ما وقع تحت أيدكم من ألوان الطبيعة الغريبة ،وتجدوا التلال البيضاء وقد ذابت على جنبات الطريق بعد شروق يوم جديد وأصبحت ذكرى لفصل شتاء مضى ..
أيها العابر بين كلماتي من منا لا يحلم بأن يزين قلبه بالمودة والمحبة الأخوية ؟؟ذاك حلم نسعى إليه جاهدين بشتى الطرق حتى لو بنينا قلاعا من الأحلام في مناطق نائية . لكن هل فعلا كلنا نملك قلوبا بيضاء؟هل فعلا نعيش في هذه الدنيا بلا أخطاء؟؟؟هل نجاور الناس بشخصياتنا أمنجمل شخصياتنا حتى نلتمس طرقا للعيش في خفاء؟؟؟تلك المودة والمحبة إنما خلقت على وجه الأرض لنتراحم فيما بيننا لنسكن إلى بعضنا البعض، نتعارف ،نتعايش ،يساعد بعضنا البعض فيما ليس فيه غضب لله العزيز ذو انتقام ..وإلا فلم نتسكع في شواطئ حياة نعلم مسبقا أننا بين محلات للعرض ونرى جمالها المزعوم على شخصيات جامدة هل تستطيع أنت أن تستشف بين كل هؤلاء الدمى الصالح من الطالح ؟؟؟؟؟هل سترى قلوب جماد ؟؟؟؟ هل ستميز ان كانت بيضاء أو سوداء أو خضراء؟؟
أستسمحك للحظة ..لكن للكلام وقعا قد لا تعيه في نفس الآن من شخص قد كتبه في لحظة وودعه هناك لا يعلم أين سيصل ولا متى يصل. لكنه دون أن يعلم.....قد وصل....إلى من شاء الرحمن الرحيم ربما ليرحم به إنسانا أثقلته الأحزان.
أما عن قطع الحلوى الصغيرة للأحلام ،فككل غراب قد تصنعها وتنثرها على أرجاء وجنبات الطرق ،تصنعها بيديك الإثنتين لكنك لا تعلم أين ستلاقيها في أحد الأيام بعد أن ينسيكها الزمان... لكن تأكد أن مرارة طعمها ستذوقه من حيث لا تدري ..طال الزمن أو قصر..
كل ما أعلمه وأعيه جيدا هو أن ما نزرعه بين سطورنا وكلماتنا من خير وكلام طيب حتى لو كان حلما أو خيالا أو حقيقة تجاهلناها لزمن بل شككنا في عيشها لمدة لأننا بنينا لها نعوشا قبل أن نسمح لها أن تولد ،فإنها تولد ولو بين أوحال أو صخور أو صحاري. فالكلمة الطيبة صدقة والابتسامة في وجه أخيك تنسيه سواد الغراب .وما أكثر الغربان في حدائق الشر.
أيها المار بين نزيف قلمي أعتذر منك كثيرااااا على الإسهاب في الكلام الذي قد لا يفيد الأخ المزعوم ولا الغراب المحموم ولا اليمامة الجريحة ولا حتى هذا المار عبر كلماتي لكن قلمي نزف كثيرا دون أن أستطيع وقف النزيف.
أشكركم على سعة صدوركم فلم تكن سوى رسالة مطولة لا نفع منها...
__________________

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية