s

26‏/03‏/2008

وتوتة توتة فرغت الحدوثة

ركب الصمت سفنه وتوجه إلى جزيرة نائية ، أبعد ما يمكنه حتى يجد مكانا بدون ملامح ،استقر به الحال على شاطئ لا نور فيه في محاولة لإبعاد الكلام عن مصاحبته وحتى لا يرى شيئا فلا يضطر إلى الكلام بل وأصدر مرسوما وزاريا بعدم دخول الكلمة إلى مملكته..
في أحد الأيام أحس الصمت بالضيق وبغصة في حلقه ، فخرج في جولة ليستنشق الهواء النقي عله يفرج عن نفسه وبينما هو كذلك إذ به أمام ركن ركين منار بضوء خافت، فتساءل بينه وبين نفسه كيف يكون في جزيرته ضوء منار ومن المسؤول عن هذا الخرق لقوانينه..
تقدم الصمت في حذر وفضول شديد فلمح قلما وورقة اقترب أكثر،رأى الكلمة تتراقص على مسرح الورقة دون كلل أو ملل تحت أنغام القلم وتحت الأنوار الملونة بكل الألوان أثار المشهد في نفسه أحاسيس لم يعها قبلا ..
ضاع الصمت بين جمالية الكلمة ونزف القلم فتفاعل مع الصورة وما هي إلا ثواني حتى أصبح الصمت جزءا لا يتجزء من اللوحة واكتشف الصمت أن له لسانا يتكلم وقلبا ينبض ودما يسري وانفرجت أساريره كيف لا وقد وجد لنفسه صحبة لا تسائله عن نفسه ولا تنصب له محاكمة بل ترسم له طريق الخروج من مأزقه.
ومنذ ذلك اليوم والصمت يزور ركنه الركين كلما اشتد عليه الأرق وأصابه الضيق .....وتوتة توتة فرغت الحدوثة .
سمارة 23

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية