s

26‏/03‏/2008

بلا عنوان ...

ها أنذا احادي زجاج هذه النافذة
كما أحادي هذا الشعور بالضيق

لا أعلم م أجدني دائما هنا
ولا لم أشعر بانقباض كلما اقتربت من محيطها
ربما لأنها تشاطرني أحداثا
لا اعلم مدى ارتباطهما ببعض
بالفعل أجدني هنا انظر
من خلال هذا الزجاج الشفاف
الذي يفضح هذا الأفق الشاحب
في فصل الصيف وكل الفصول
هذا الأفق الذي تعب من السكون
الأفق أصبح يتلاشى بين أحضان العمران
كل شيء هنا يعيش على نبض التغيير
إلا أنا وهذه النافذة ربما ...
من هنا كنت أرى الشمس
ابتسامتها كانت تداعب التلة الشاحبة
وتداعب في أنا ذاك الشعور بالدفء
أناملها المشعة كانت تدغدغ الأمل بين جنباتي
وكانت تغمر هذا الأفق أمانا بكرم منها
لكن التغيير أصابها بلمسات من الذبول
وأصبح على الشمس أن تختلس النظر
فقط لتنعم باستقبالي ونشر دفئها نحوي
تختلس النظر ما وراء حاجز مفروض علينا
ربما ..بل أكاد اجزم أنها تبحث عني
لتشملني بنعيم وجودها
ربما اشتاقت لي
ربما تنتظر كل صباح
لترى كيف سيكون محياي
ربما تبطئ مساء حتى تراني هنا
لكن لا أظنني سأجزم أنها تبحث عني ...
هكذا هي شمسي ..التقيتها صدفة
هنا ..بهذه الزاوية
والآن لن يكون هناك مجال لألتقي بها إلا من وراء حجاب
هذا ما أستشعره
قرب رحيلها من هنا
أو بمعنى أصح رحيلي عن هذا الركن
أو رحيلها عن كل الأركان
التي أتواجد بها
فتصبح مجرد طيف خزنته ذاكرة الأيام
بكرم منها أو لتستفز اشتياقي
هكذا تجري مجريات الأمور
ونجد على صفحاتنا كلمتين دامغتين
لا تكاد تفارق هذا الأفق
لا أعلم مدى تعلقهما بصحبتي
كما لم يحبها أحد قبلا
كلمتان تقوم عليهما شخبطتي
على زجاج هذه النافذة
التي تنفذ بشفافيتها إلى أعماقي :
* ملتقى :
ولشدة حب الكلمة لأحرفها
تشعر بنبض بعضها البعض
وتشابك أيديها
على طول الأيام كما لو كانت تستشعر قرب فراقها
فتشملها بأحضانها حتى تمنع هذا الشعور القاتل
بالشجن المحتوم
والذي ينبؤها بقرب لقاءها بمضادها الأزلي
ذاك المضاد القاتل الفاتك بكل مقاومة :
*الــــ و - د - ا - ع
تلك العصا السحرية والساحرة
التي مهما بلغت قوة اللقيا
إلا وجاهدت لتكسره بقسوة لا مثيل لها
هذا ال ــ و- د - ا - ع
الذي علم بفراق أحرفه
فلم يكلف نفسه عناء لملمة شملها
ولا ترابطها بخط على السطر
ولا حتى تحت السطر
هكذا هي ..وهكذا أنا
فكيف لمن ارتبط بهذه الأحرف
وهاتين الكلمتين وذاك الأفق الشاحب
وتلك النافذة الصامتة ..
أن يشعر بأمان قادم ..
أو على الأقل أن يأتمن الشمس
على لقاء في أحد الأيام
وأنا اليوم بجانب هذه الشرفة
التي كثيرا ما أتردد في القرب منها
مع أنها لا تفارق أفقي
بل وتناديني في كل مرة
وتغريني بابتسامة على ثغرها
وبأحلام قد لا تتجاوز أحلام يقظة
أو همسات حنين للذكرى
هذه الأماكن وهذا الركن بالذات
كثيرا ما يصارحبني في رحلات
أصبحت تزيد الفؤاد ألما
وأنتم الآن بصحبتي في ضيافة أفقي
سيتبادر إلى أذهانكم لم كل هذا ؟؟
ولم هذه المقتطفات من الصور ؟؟
ولم هذا الإسراف في البعثرة ؟؟
بين قريب وبعيد
ولم الذكرى ؟؟
ولم الحنين ؟؟
ولم أكتب ؟؟
وتدور الأسئلة برأسي
أكثر مما قد تداعب أفكاركم
وقلمي المتعب من التجول
بين هذه الدروب وأدغال أفكاري
قلمي الذي أصابه الغثيان
لازال لا يعلم سبب استدعائي له
في الوقت ..وهذا المكان ..
مهلا سأجيب ..
سأجيب أنني اليوم أحسست برغبة شديدة
في رسم هذه الصفحات
لأمزجها بتفاهات قد تكون مجرد تفاهات
ولأنها دائما ما تجتمع وتترسب
لتكون يد الاغتيال
لأحلام وآمال
بل وتكون ذاك الفعل الفاعل
عن سبق اصرار وترصد
دون أن نشعر بثقل مخططاتها السرية
بل وكنا نراكمها في صناديق من ذهب
ونتباهى بها و.. نعشقها
حد الجنون ..فنسميها أشياء للذكرى
قد تكون مرة
لكنها بعد مرور يد الزمان عليها
تتبلور لتلبس أبهى الحلل
وتتأنق وتتعطر
وتسقط عنها رداء المرارة والألم
بعد ان تحفر وديانا في القلوب
ونسميها تجارب الحياة
أجدني هنا أقول لقلمي
بهمس الحنين والشوق للمودة
التي لطالما بحثنا عنها سويا
فلم نجد إلا نسيجا من أشواك
تكسو التواءات دروبها
أشواك مقنعة بأقنعة الغدر ..
والنفاق وكل العلل..
التي ألفينا طرقها
وفي المقابل ..طرق معبدة مزينة مقننة بكل
القوانين ولها ملايين الاختيارات
قد تجد ركنا ركينا بين صناديق ..
تلك التفاهات ..
وأنا الآن بل وكلما اقتربت من هذه النافذة
أتذكر تلك التفاهات ..بنفس العمق
لا أدري لم الآن أكتب
لكنني شعرت بحاجة ماسة لخط هذه الأسطر
ربما لأنني كلما حاولت الكلام
صدني همس الصمت ..وذكرني بوجوده المحتوم
ربما لأنني لم أجد سوى هذا القلم
في لحظات صفائه وتعكر مزاجي
والذي ربما يمتص انفعالي مجبرا لا اختياري
أو أنا من يمتص حبره القاني من جوفي البريء
أم تراني من شدة إتقاني لاستعطافه ..
يسمعني ..
أو بمعنى أصح إتقاني للتحايل على طيبته
..يجاريني في الكلام ..
لا أعلم ..هذه الكلمة التي استفزتني طويلا على مدى تواجدني هنا
لا أعلم سوى أنه يحيي في نفسي إحساسا بالأمان
بينما أميت فيه كل إحساس بالفرح
كل شيء يختلط
الأهم أنني أجد أنوار الشمس الساطعة
والتي تلوح من بعيد
بتوهج شديد
لتتحول شيئا فشيئا للسواد
لا مجال للاستغراب
لأن هذا السواد هو نفسه
الذي يصيب نفسي بسهام الحزن
بل ويخلط أوراقي
ويخلط معها صور المتواجدين حولي
كانوا هنا لمدة طويلة
بأفراحهم
بابتساماتهم
بأحزانهم
بتفاهاتهم
بجديتهم
بتآزرهم
لكنهم ...امتزجوا بالسواد
هذا السواد الذي أطفأ كل الأنوار عنهم واحدا تلو الآخر
كل أصبح أبعد من الآخر بل كل يسبح في فضاء بعيد
مهلا ..
أستفيق من هذه التراهات
فأجدني هنا شبه وحيدة
ليس أمامي إلا نور هاته الشمس
البعيدة
المتلاشية
في الأفق
تذهب وتبطئ في العودة
لكنها لازالت تنظر إلي
بل وترسل رسالات
مع طيور البحر البيضاء
والتي بعثت آخر رسائلها ...
تعتذر عن رحيلها
فلم يعد لها مكان بعد رحيل السفن
بل وتركت في عهدة هذه الشرفة
طيورا شديدة السواد
والتي لازالت تنقر الزجاج
في حركة مستميتة لتستحث كلامي
أو ربما لتذكرني أنه حان موعد الرحيل
وتستدرجني بشدى ألحانها
لتقايضني مقابل هذه النافذة
فتنعم بدفئ الشمس البعيدة
ربما سأستجيب لها
لأنني لم أعد أطيق هذا الأفق
الذي يوما بعد يوم يصبح أضيق
بل وأصبحت أخشى لقاء كل قادم هنا
أخشى اللقاء لأنه لا يحل و لا يرتحل
إلا وبصحبته قرينه الوداع
كما لو كان يلاعبني
هو
وهذا المكان
وتلك الابتسامة
وهذه الشرفة
وهذا القلم
الذي استصاغ الرقص على الورق
على وقع الألم والأرق
المتزايد يوما بعد يوم
فلم يبق إلا القليل
على الرحيل
لأصبح بلا عنوان
ويصبح ارتحالكم بين هذه الأسطر بلا عنوان
ولزيارتي ستعودون
بل ستتوهون بين هذه الخطوط
فلا تعرفون لم كتبت
ولا كيف سطرت
مثلي تماما
وستبقى نافذتي
...نافذتكم
وشمسي نورا عبر طرقكم
قد تنير دروب التائهين أمثالي
عبر هذا الافق الشاحب
الذي سيتزين للقائكم
لاستقبال اللقاء
وتوديع الوداع
سمارة 23

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية