s

16‏/03‏/2008

محاكمة


أنا االمعتدي أسفله ،أقر وأعترف وأنا في كامل قواي العقلية، أنني أنا الحامل للسان أطول من لسان الحرباء الساكن بين فكين ينفتحان دون سابق إنذار.أنا االمعتدي أسفله أهديكم قضيتي :وجدوني صامتا هادئا لا أقيم ولا أقعد نملة.. قيد أنملة ،أسمع ما يطرق أذني وما لا يسمع أغلق عنه سمعي وبصري..فقالوا:أنت حجر مرصوص على حائط جامد.....علموني الكلام،نبشوا الحجر المرصوص ...فترنح الحائط ..ثم انهار.....أصبحت أكثر ثرثرة من الببغاء قالوا:نريد مكامن صدرك الغويصة،نريد ما وراء صمتك،نريد سماع صوتك....



أنا االمعتدي أسفله ،أقر وأعترف عندما كنت في كامل قواي العقلية أنني أسكنت عقلي في غيابة الجب ،ولم أسمع كلامي حتى لنفسي،لكنه دون استئذان حرك لساني ،تمرد على أعماقي ،فأسكنته تحت أضراسي......لكنهم ألحوا عليه..قالوا: بالله عليك أن تبدي علامات الحياة على هذا الجسد الراكد ..بالله عليك أن تحرر قيودك ....نبشوا الأسد وهو في عرينه فانقض عليهم..



أنا االمعتدي أسفله، علموني الكلام.. سمعوا مني الكلام ...انزعجوا من سياط اللسان...هربوا من صراحة إنسان..لم يرق لهم كلامي ،فعادوا يطلبوا صيامي ..لم يحترموا رغبتي ..لا في الكلام ولا في صمتي.



أنا االمعتدي أسفله ،أقر وأعترف أنني من على نفسه جنى ،أنني من للسان أرخى العنان،أنني ظلمت من حولي كل إنسان،عفو ا لم أكن أعلم أن لكل شيء حد ،أن الصراحة قاسية لأقصى حد، والنصيحة قد تسدى بكل محبة لكنها تنزل على المرء كالصاعقة .



أنا االمعتدي أسفله ،ولكم واسع النظر في قضيتي الماثلة أمامكم ..لا أرجو تبرئتي بقدر ما اريد معرفة حقيقتي..ومن كل من جنيت عليه عن غير قصد،من قريب أو بعيد،أطلب الصفح..






النطق بعد المداولة:
قررنا نحن هيئة القضاء الإنساني ، بالحكم على الجاني، بحكم اعترافه بالذنب الملصق به ...بحبس لسانه شهرا كاملا مع وقف التنفيذ ،على أن يدفع إلى المجني عليهم كلمة طيبة أوأكثر تعويضا عن مصاريف الدعوة ..على أن يبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر أن يلجأ للدعاء.؟؟


0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية