s

16‏/03‏/2008

ضياع



فجأة ،ضاع منك اللسان...في لمح البصر ،ضاع ولم تجده في أي ممر ..لم تعرف إن كان هذا من الحكمة أم من السذاجة أم من الضعف أم من القوة ..


لكنه ضاع.. ليس منك فقط،لكن أيضا من الكثيرين، أجل الكل في ذهول..

أو ربما وجدوا من أخرج بالضبط ما كمن تحت الألسن أمدا طويلا.


على أي قد ضاع ،و ما كان قد كان، ولم يكن بالإمكان، سوى تصديق ما سمعته الآذان،وطارده العقل دون جدوى

وبين هذا وذاك ضاع مع اللسان العقل..


أين أنت؟تحلق في سماء لا متناهية مفعمة بالسحب الملبدة..عيناك دامعة والدموع حبيسة الأجفان وأذناك بالكاد تلتقط صدى كلمات جائرة تذهب الأذهان، رجلاك تسابق الريح ، تهيم بدون عنوان،تهيم على وجهك بين الدروب،تبحث عن أذن تصغي أنين جريح متهالك ..
فجأة
،لا أحد أمامك لا أثر لأي كان،الكل فقد اللسان ،وليس أمامك إلا بحر أخرس.. بحر منتفض بالأحزان , فيهون عليك ما تشعر به من أشجان،وينكشح الضباب عن العيان،ويلين القلب لتتساءل عن سبب احتجاجه


ثم..، تتلقى الجواب بصفعة قاسية ،أجل فهو أيضا لا يطيق رؤيتك هو أكثر الناس علما بمكامنك لقد سئم منك ،رأيه أيضا من رأيهم:

أنت لا تعرف الرحمة، لا ترحم أيا كان ،اذهب بعيدا عن مملكة الرحماء بالناس ..اذهب بعيدا وادفن لسانك حتى لا تظلم أحدا ،اذهب بعيدا ودع الملائكة تحلق بأمان واطمئنان فوق مملكة رعاة الضعفاء وناصري الحق وباسطي أجنحة الأمان،اذهب يا ظالم العبيد على وجه الأرض..يا مانع الماء عن العطاشى،يا حامل السياط وملهب الظهور، يا متلذذا بظلم الإنسان..
..أنت ،أنت..أنت نملة تحاكي انتفاخ الفيل..أجل صمت الجميع ولسانك الضائعلديل قاطعلا غبار عليه على صدق الكلام النابع من أعماق قلب دامع والمهدى لك على طبق ذهبي لامع ..طبق محمول على سيل جارف متلاحق ،متسارع..لم تدافع عن نفسك؟ لم ؟ خرجت كما دخلت هائما على وجهك ..تجر أذيال الهزيمة تلسعك سياط لاسعة، تذوقت السم الذي طبخته على نار هادئة ، أضعت بين الدهاليز المتفرعة كل ماحسبت أنك امتلكت،أولاها نفسك ..ذاتها جرفها السيل ،تقاذفتها الأيدي بين أخذ ورد، تهاوت بين جنبات جب غويص...ماذا أرادوا منك ؟بل الأحرى ماذا أردت ؟ألن تحتج أنت أيضا على تماديهم في ظلمك؟.. على الأقل ابحث عن لسانك الضائع..أو فارحل عن قصر مالكه يتفنن في إحقاق الباطل وإبطال الحق،مالك يتسرب كطاعون خبيث في جسد متهالك،يبطش بكل برعم مقاومة في طور النمو ،يأكل ولا يشبع، يشرب ولا يقنع
،كالقرش في أعالي البحار؟إن ضاع منك اللسان،فالقلب..لازال نابضا بين جنباتك أخرجه من هذا اليم ،علمه فن العوم ،إن أغمي على عقلك ،فالجسد النحيل..المتمايل مع العواصف الطاغية لازال ينتفض،أنقذه من هذا العدوان،أو أخرجه من قصورهم الموبوءةوابحث عن طريق جديد وأعداء جدد فقد ملت كل أنفاسك المنقطعة العدو بلا جدوى وفي كل الأنحاءضائعا ..باحثا عن الحق الضائع فسيأتي عليك يوم تعدو فيه في كل اتجاه دون أن تعرف الشمال من الجنوب ولا الحق من الباطل...

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية