s

16‏/03‏/2008

أحلام طفلة







على شاطئ الأحلام مررت من هنا

المكان غريب لم أره من قبل

لكنني أكاد أستشعر كل ركن فيه

في غفلة من الأحزان تنامت الابتسامة

على مهد رمال ذهبية صافحت أحضان

البحر الدافئة ولو لوهلة ...

ارتشفت الرمال حنان المد

واشتاقت كثيرا للغياب بعد الجزر ...

على صخرة جلست أرقب تناغم الطبيعة

على تلك الصخرة التي لم تملك يوما سوى

النظر الى لوحات الحب والهجر والاشتياق

وتشهد على جمال ضحكات متعالية

وابتسامات صارخة ترفض الاستسلام للاحزان

تقاوم لتسرق وهلة من الفرح تكاد تكون تحتضر

ذاكرة الصخرة تحمل أثقالا من السنين

قلبها دامع من طرق الأحلام القاسية

وتجرعت ألما من قطع الحلوى المتناثرة على ضفاف الحياة

حكت لي طويلا عن طفلة...

نعم طفلة تحبو نحو ألم في غفلة

ممن أحبوها...


راقبوها ...


لكنهم غفلوا عن ألمها المتنامي ...

وانشغلوا عن دموعها التي تراقصت على الاحداق

الدنيا جعلتها تبكي في صمت

والصمت رفض مصافحة الكلام..

والكلام تاه مع الصدى

صدى رياح تعبت

رؤية كل شيء منظم ..رتيب

فعبثت بذرات الرمال

لتنثرها على قلاع أحلام وليدة

قلاع قامت هي بيديها

بتجميلها وترتيبها طويلا ...بصحبته

نعم كانت طفلة تنظر إليه طويلا ..

وتنظر لقلعتها ..

تحاول إشراكه بتفاصيل بناء قصرها الجميل

وتحاول الهرب مع فارسها

من تفاصيل جدران ماضيهما وقساوة حاضرهما ..

كانت تعدو على حصانه ..

يسابقان الريح

ويشتركان في أشياء كثيرة

كانت تذهله بطفولتها البريئة

وكان يجلس طويلا يحاول..

استشعار المرأة من ملامحها الطفولية

حاول احتضان عذوبة ورقة بسمتها

رآها امرأة رغم تنكرها في ثياب فضفاضة

لفراشة تحاول معانقة الزهر بخفة..

كان ينظر ..فيرى ابنته التي ملأت دنياه آمالا

أخذ بيديها المرتجفتين إلى مدينة الالعاب

أجلسها على دائرة الاحلام

شاركها ابتسامته ..

أحزانه ...

همومه ..

جلس بصحبتها يناشد النجوم

أن تلمع إلى جانب القمر ..

حلما معا أن قصرهما سيسكناه عاليا

حتى لا يستطيع أحد ملامسته

كان يغير عليها من عبث الرياح بخصلاتها المتلالأة

كان يحتضن يديها الصغيرتين بقوة

ويخشى عليها من نفسه ...

يخشى أن تخدش همومه فرحتها ...

ويخشى أن تهوي قصورهما المنارة بآمالهما وأحلامهما

في غفلة منهما

يخشى أن تيتم في غيابه ..

كان يستشعر ألمها ويقاوم البكاء في صمت..

وكانت تنتظر منه الحضن الاخير

حضنه الأبوي

وكانت تبكي طويلا وفي صمت

نزفت ألما وضعفا وهوانا

وبكت في دهشة من هذه الأيام التي تناثرت على الطرقات

تأكدت أخيرا أن أسطورتهما تستحيل يوما بعد يوم

وكانا يحاولان جاهدين أن يرمما قصور أحلامهما وفي صمت

جلسا طويلا ..

كل تحت أطلاله يسترجع

دمعة انسكبت على خدها

لترتشفها أنامله في حنان

بسمة نمت على شفاهها

لتحتضنها عيناه ويغلق عليها

حتى تكون آخر صورة يطالعها في سره

كلمة ضحكا عليها طويلا ..

حتى تترسخ في ذاكرة السنين الجائرة
واكتشفا أخيرا

أنهما يتجرعان ألما من عذوبة وحلاوة قطعة الحلوى

تلك التي اشتركا في قضمها ..

ويالصعوبة الأسى الذي طرزته أسطورتهما

ويا لمرارة الفراق بعد اللقاء

ويالمرارة الاشتياق في حضورهما المتباعد

جراء انهيار صفحات الماضي

وأطلال الأحلام التي احتضرت على سرير الولادة

رغم مقاومتهما طويلا

وإبحارهما على سفن تلامس الأمواج العاتية

المتسارعة في خضم يم غاضب من رياح الحاضر الهوجاء

التي تعبث بهدوءه

ولا يجد هو سوى الانسحاب من سفينتها

حتى تصل إلى بر الأمان في سكك الواقع

تلملم جراحها المكلومة

تدع اوراقا على شاطـئ الاحلام إلى جانب الصخرة

على أمل مرور نسمة تتطوع لحمل الرسائل

التي لم يكتب لها أن تعانق الحبر

ويمر هو إلى جانب الصخرة

ليدع أقلامه على نفس الشاطئ

عله

يعود ليأخذها في حالة صحو غمام الأحزان

وربما

تعود هي لتأخذ أوراقها

بعدما بللتها أمواج البحر بدموع الاشتياق

وللعمر بقية تستحق

العيش مهما ثقلت الخطى

وتبقى الصخرة الشاهد الوحيد لترددهما على أنقاض

قصور أحلامهما المتهاوية

وصفحات تناثرت على شاطئ

تعب مشاهد الفراق

أحمل نفسي على رمال منهكة من أحزان المد و الجزر

أسرع الخطى حتى أرحم الصخرة من عذاب الذكرى

أودع الأحلام وتأبى الابتسامة

عن توشيح ثغري بسحر حزين

قد أعود ها هنا ذات ليلة

علي أجد صخرة وليدة

تشهد على قطع حلوى أكثر حلاوة

وأوراقا كتبت على سطورها بداية سعادة

وأقلاما تراقصت على الرمال

وأحلاما وجدت طريقها نحو الأمل

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية