s

16‏/03‏/2008

حواريات قلم 2


همسة الى قلمي

ما بك أيها القلم



هل شق عليك شق جدول من مداد قاتم
على هذه الورقة البيضاء



هل تراعي نقاء الورقة البيضاء؟


في زمن دنست أيادي جائرة كل ما عاش أزمنة
بعيدة على طهارة ونقاء قيم ومبادئ جليلة



أم تراك لا تريد تحرير أحزان
حفرت أودية دامية في شرايين قلوب صافية
تضاهي مياه الربيع صفاء



أو أنك تخشى أن تشحب الإبتسامة
على ثغر كان مثالا للضياء



لا تبالي لكل هذا وذاك


لأن من رأى كائنا لا حول له ولا قوة
يتحرق اشتياقا لموعد حريته



لأن من رأى ارتياحا ممزوجا بخوف شديد



لأن من رأى حياة تضيع بين دقات
دقائق معدودة من الزمن




لأن من رأى اللامبالاة تنتعش بصفير سعادة جائرة



سعادة بانتصار يأبى إلا أن يضيع أحلى ذكريات مضت..



لن تضيره أهوال العلاقات الإنسانية



هل رأيت مرة صرخة تكتم



بل هل رأيت أخرسا لا يملك حق تقرير المصير


ويجاري الركب في المسير



إن كل أقلام الدنيا التي أبدعت فن الرعب


لن ترقى إلى مستوى الصورة التي وددت كتمها بين سطور لم



تكتب لها الحياة على ورقتك البيضاء



ورقتك تلك التي تخشى أن تدنسها
بمداد دامي قاتم الحمرة


ذاك المداد لن يؤذي ورقتك


ولن يحفر أنهارا وأنهارا



أ و يخرق بستانا أخضر يانعا



و لن تضيع معه حياة أبرياء



ولن تدنس براءة عمر بأكمله



بل إنك لن تستطيع أن تخرس
حقائق مرة كمرارة الحنضل


على واقع أكبر من هذه الورقة


بل تلك حقائق واقعة صارخة



لا تكاد تومض حتى تذهب معها أبصارا وأبصارا



وتجمد عقولا وعقولا...


عجبي عليك قلمي


لأنك لم تكن تتخذ أبدا من الصمت خليلا



.......أظنك يا قلمي ستغضب من هذه الهمسة فاعذر غضبي

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]



<< الصفحة الرئيسية